الافتتاحية

Abstract

     لم تعد الحضارة الغربيّة أنموذجًا مُقنعًا لشعوب العالم. وإذا كان الغرب لا يزال مهيمنًا بقوّته العسكريّة؛ فذلك لا يعني أنّ حضارته كذلك. أمّا تقدُّمه على المستويات التّكنولوجيّة والرَّقميّة والسّيبرانيّة، من أجل السَّيطرة والتَّجسُّس والتَّنافس والتَّسويق، فذلك ليس من مؤشِّرات البُعد الإنسانيّ للحضارة.

لم يعد من المُمْكِن اليوم أن نتجاهل من مِنظار البحث العلميّ كيف نشأ الغرب الَّذي يطلق عليه بعض المفكِّرين "أسطورة الغرب" . وكيف أسّس ذلك الغرب فكريًّا وعمليًّا لسياسات التَّوسُّع والهيمنة؟ إلى ما يقرّ به كثير من الباحثين الغربيِّين من مؤشّرات أفوله الَّتي باتت جليّة واضحة.

في هذا النقاش التَّاريخيّ والرَّاهن عن علاقة بلداننا العربيَّة والإسلاميَّة مع الغرب، ومع المستقبل الإنسانيّ الَّذي نريده مع مختلف شعوب العالم، عقدت كلية الأديان والعلوم الإنسانيّة في جامعة المعارف مؤتمرًا دوليًا بعنوان "تحديات الحضارة الغربيّة، مقاربات عربيّة واسلاميّة" تمّ نشر الأوراق  البحثية التي قدّمت فيه في هذا العدد من المجلة .