رؤى غربية لمستقبل الغرب

المؤلفون

  • الطاهر محمد الشريف

الملخص

المشكلة الَّتي تطرح نفسها عند تحليل الرُّؤية الغربيّة للمستقبل تتمثَّل في المفارقة القائمة بين الأمل والتَّحقُّق المعكوس لذلك الأمل، فقد كان حلم الإنسان الغربيِّ في عصريْ: النَّهضة، والتَّنوير هو تحقيق سعادة الإنسان، لكنَّه في منتصف القرن العشرين حصل كابوس رهيب مُتمثّل في حربين مُدمّرتين أعداد قتلاه بالملايين وليس بالآلاف، وهو الآن مرعوبٌ من قنابلَ نوويّة وأسلحة صنعها بنفسه لتقتله. لذلك، نجده أخذ يتقلَّب من نظرة ذات تفاؤل إلى نظرة مُتشائمة في أحسن الأحوال، أو انتظار دون مستقبلٍ واضحٍ في أحسن الأحوال. لذلك، فإنّ عمارة الأرض تحتاج إلى إعادة نظر، لكن ننظر في حضارة الغرب لنخرجها من أزمتها، أم نسعى إلى تشكيل حضارةٍ أخرى تُنقذنا من أزمات الحضارة الغربيّة؟!

هنا، وجب علينا التَّفكير في سبب انتقال الغرب من حالة الأمل إلى حالة التَّشاؤم، ولماذا انتقل من حالة الحلم إلى حالة فقدان المشروع، وهو ما يمكن أن نردّه إلى الآية الكريمة من سورة الحشر في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَكُونُوا كَالّذينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنسَاهُمْ أَنفُسَهُمْۚ أُولَٰئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ﴾ وهذه الآية تلخِّص مسار الحضارة الغربيّة، فهي نسيت الله في عصر النهضة، واستمرّ النّسيان مدَّة حتّى تمَّ إعلان موت الإله مع نتشه، لينتهي الأمر في الأمر نفسه إلى موت الإنسان مع ميشال فوكو، وتلك الإعلانات كلّها ترجع إلى أزمة معمَّقة وخطيرة، ويمكن تتبّعها في الخطوات الآتية:  أولا تهميش الإله، وهو نتيجة لثنائيَّة الإله، أو الإنسان.ثانيا استبدال الذَّات مكان الإله؛ لتتحوَّل الذَّات الغربيّة إلى ذات مُتألِّهة. ثالثا مات الإنسان لمصلحة التّقنيَّة، والعلم، والاقتصاد، والدولة القوميّة. رابعا وبعد موت الإنسان لحد الآن عجز الغرب عن العودة إلى الإله الّذي يحقِّق للإنسان إنسانيّته، وهو ما لا يمكن أن يتحقَّق إلَّا بالعودة إلى الله الحقيقيّ، والعودة إليه لا تكون إلَّا بالكشف عن الأدلاء المُزيّفين على الله الّذين يصدُّون عن سبيل الله.

 

التنزيلات

منشور

12-03-2022

كيفية الاقتباس

الطاهر محمد الشريف. (2022). رؤى غربية لمستقبل الغرب. مجلة جامعة المعارف, (3). استرجع في من https://mu-journal.com/index.php/mu/article/view/52

الأعمال الأكثر قراءة لنفس المؤلف/المؤلفين