نظريات أصل اللغة في كتاب "الخصائص" وموقف ابن جني منها

الملخص

لعلّ البحث في نشأة اللغة من أقدم البحوث وأهمها، وهو لا يزال يشغل بال الدارسين حتى لحظتنا هذه، دون أن يطمئنوا إلى إجابة كافية شافية، مؤيّدة بالدليل القطعي أو المرجِّح لنظرية دون أخرى، ولا نغالي إذا ذهبنا إلى أن العرب كانوا الأسبق إلى هذا البحث، فأولوه اهتماما خاصا، ذلك بين من خلال ما أفرد له علماؤهم من جهد مخصوص ظهر في كتبهم القيمة المؤسسة لكثير من النظريات والمباحث في يومنا هذا.

أحاول في هذه الوريقات أن أظهر موقف ابن جني من نظريات نشأة اللغة، وما رجحه، من خلال سياق البحث في كتابه "الخصائص"، كل ذلك مؤيد بأدلة أسوقها من متن مؤلفه، وشواهد يطمئن لها جنان المنصف، مستنبطة من أسئلته وتعليقاته، واعتراضاته، وخلاصاته، في أثناء كلامه المثبت في خصائصه.

ومن خلال البحث يظهر لنا رأي ابن جني في أصل اللغة وفق الآتي:

• أول اللغة إلهام من الله تبارك وتعالى إلى عبده آدم (ع)، بأن علمه الأسماء، أو أقدره على أن واضع عليها.
• التواضع على اللغة سواء بين الله وآدم أو بين آدم وأبنائه، فيما احتاجوا إليه، ثم توسعت اللغة بحسب الحاجة، عن طريق المواضعة بين أفراد المجتمع.
• ثم إن بعض الألفاظ قد استفيدت من خلال المحاكاة، في زمن لاحق.
• وعليه فإن اللغة في مذهب ابن جني لم تكن دفعة واحدة.