المشروع الحضاري البديل:أبعاده الإنسانية والأخلاقية والثقافية

المؤلفون

  • أحمد حسين شريفي

الملخص

تُعدّ الحَضارة الغربيّة، أو الحضارة الدِّيمقراطيّة اللّيبراليّة من أهمّ الحضارات الموجودة فعلًا في هذا العالم، ومن أكثرها تأثيرًا. ولقد قدّمت تلك الحضارةُ خدماتٍ كثيرةٍ لا مَثيل لها للبشريّة، كما أنّها اقترفت أشنعَ الخيانات وأعظمها بحقّ الإنسان، والدین، والثَّقافة.

    يعتقد أكثر المشتغلين ببحث الحضارة أنّ أفول تلك الحضارة قد بدأ، ومرحلة انحطاطها قد شرعَت، وهم يستندون في ذلك إلى الكثير من الأدلّة والقرائن، الَّتي يذهب الكثير من الباحثين والسّياسيِّين إلى أنّ الحضارةَ البديلة هي الحضارةُ الإسلاميّة النَّاهضة من جديد.

    أدّعي في هذه المقالة أنّ الحضارة الإسلاميّة هي أفضل بدیل للحضارة الغربیّة، وأكملُ الحضارات في تأمين سعادة البشريّة: الدُّنیویَّة، والأُخرویَّة؛ فالحضارة الإسلاميّة تتمتّع بجميع نقاط قوّة الحضارة اللِّیبرالیّة، وعلى أفضل ما يكون، كما أنّها خالية من جميع نقاط الضَّعف، ومواطن الخلل المعرفيّة والعمليّة والأخلاقية الَّتي نجدها في الحضارة الغربيّة. وسأعرض باختصار الشواهد والقرائن الّتي تثبت ذلك.

    إنّ الحضارة الإسلاميّة حضارة لا تدّعي الاستقلاليّة والاكتفاءَ الذَّاتيّ على الرّغم من اشتمالها على مصادر لامتناهية في إطار العلم والمعرفة. وليس من الصَّحيح أنَّها حضارة لا تبالي أبدًا بمعطَيات سائر المجتمعات والشعوب. لأجل ذلك، نجد من التَّوصيات الإسلاميَّة الأكيدة للمسلمين هي البحثُ الدّائم عن الخير والحكمة في مختلف أرجاء العالم، وعدمُ فَقْد أيّ قيمة، أو حكمة، أو فضيلة. ويجب عدم الاكتفاء بأيِّ حدٍّ من التَّقدُّم العلميّ والمعنويّ.

     لأجل ذلك، يمكن القول: إنَّ الحضارة الإسلاميَّة لا تعتمد أبدًا على شعب محدَّد، أو أُمَّة معيّنة؛ بل هي تجمع كلّ الفضائل والحكم الموجودة في العالم. لذا، يَعتقد الإسلام جمیع النُّفوس اليقظة، وكل فطرة إنسانيّة مخاطَبًا له فيقدّم لهم رسالته لأجل هداية البشريّة.

التنزيلات

منشور

13-03-2022

كيفية الاقتباس

أحمد حسين شريفي. (2022). المشروع الحضاري البديل:أبعاده الإنسانية والأخلاقية والثقافية. مجلة جامعة المعارف, (3). استرجع في من https://mu-journal.com/index.php/mu/article/view/58