إحياء النزعة الفردية واستهلاك المشاعر
الملخص
أصبحت السّعادة نظامًا أخلاقيًّا جديدًا في المجتمعات النيوليبراليّة، يحدّد ماهيّة الصّواب والخطأ، ويؤكّد على وجود مصادر داخليّة للمسؤوليّة. والأهمّ، أنّ السّعادة برزَتْ كأنموذج جديد للذّات الّتي تتوافق مع أيديولوجيا النيوليبراليّة المتمثلةبالنّزعتين الفرديّة والاستهلاكيّة، والّتي تضفي، في الوقت نفسه، شرعيّة على تلك الأيديولوجيا، وتعيد إحياءها من منظور غير أيديولوجيّ، ثم تُظهرها بخطاب علميّ. ترى المقالة أنّ أنموذج الذّات هذا، يحوّل المواطنين إلى مواطنين نفسيّين، أي إلىعملاء موجّهين نفسيًّا، ترتبط وظائفهم الكاملة من حيث هم أفراد، إلى حد كبير، بالسّعي إلى تحقيق السّعادة، وتنميتها، واستهلاكها. كما تحلّل المقالة مفهوم المواطن النّفسيّ، وخصائصه الرّئيسة، وتعلّق على صناعة السّعادة الّتي تفترض هذا الأنموذج من الذّات، وتستهدفه في الوقت نفسه، وتبيّن الدّور الّذي تؤدّيه دراسات السّعادة بشكل عامّ، وعلم النّفس الإيجابيّعلى وجه الخصوص، في تشكيل تلك الفكرة النّاشئة عن المواطنة.
