الاقتصاد والاخلاق: نحو رؤية جديدة

الملخص

تنطوي العلاقة بين الاقتصاد والأخلاق على إشكاليّات عدّة، سنركّز على اثنتين منها؛ الصّلة بين المفهومين هل هما مُتقاطعان، أم مُتطابقان، أم مُتعارضان، والنّتيجة المرجُوَّة، أهي الحكم على سلامة السّلوك الاقتصاديّ وممارسات النّاس فيه من معيار الفضيلة والخير، أم الحكم على صواب النَّظريَّة نفسها، أم خطئها. ويقودنا ذلك إلى تحليل العلاقة بين المُقدّمات العقليّة والوضعيّة والمنطقية الَّتِي تقرّر ما هو صحيح وما هو خاطئ في عالم الواقع من ناحية، والأحكام المعياريّة والأخلاقيّة الَّتِي تميّز بين الأفعال على قاعدة الحسن والقبح، أو الخير والشر، أو بناء على ما تخلّفه في النفس من قبول، أو رفض، من ناحية أخرى.    في هذا السِّياق، يحاول البحث تأسيس مقاربة جديدة بشأن أثر الأحكام الأخلاقيّة الَّتِي نتبنّاها على النَّظريَّات   العلميّة في الاقتصاد وغيره من العلوم الإنسانيّة والاجتماعيّة، ففي حين يكتفي النقاش السّائد في المسألة المطروحة، بوضع الأحكام الأخلاقيّة والمعياريّة في مجال تأثير المنطق والعقل النّظريّ، وما يتوصّل إليه العلم في إثبات فرضيّة ونقض أخرى، يطرح هذا النّصّ إمكانيّة أخرى مفادها أنّ المُقدّمات المعياريّة والفرضيّات الأخلاقيّة تترك بصماتها على النَّظريَّة، وأنّ لها دورًا ملحوظًا في توجيهها بهذا الاتجاه، أو ذاك.