أخلاقيّات مهنة الإعلام في الإسلام
الملخص
تُعدّ المعايير والقِيَم والأخلاق مِن أقدَم تحدّيات الاتّصال الجماهيريّ؛ إذ أنَّ نوع وسائل الإعلام وجمهورها ونطاق انتشار رسالتها وأهدافها وقناتها وتنظيمها، وجميع العناصر والمكوّنات ذات الصّلة بوسائل الاتّصال الجماهيريّ، ذلك كلّه يتعامل بشكلٍ أو بآخر مع الكلمات المذكورة آنفًا ومع كيفيّة تشخيصها، وتكييفها وتنفيذها. والخبرُ هو إحدى الرّسائل الإعلاميّة الذي يتضمَّن تعريفه أساسًا كلماتٍ معياريّة وقِيَميّة وأخلاقيّة. والإسلام أيضًا الذي يُقدِّم دائمًا الأخلاق والقِيَم والمثل العليا بصفتها الحاكم على جميع جوانب حياة الإنسان وجميع العلاقات الشّخصيّة والاجتماعيّة، يطرح في مجال الأخبار مبادئ توجيهيّة وإرشاداتٍ وتوصياتٍ واضحة وشفّافة.
ومن جُملة المبادئ الأخلاقيّة التي يُؤكّد عليها دين الإسلام في مجال الأخبار مسؤوليّة الصّحفيّ الاجتماعيّة واحترام المصلحة العامّة، والاهتمام بحقِّ النّاس في الحصول على المعلومات البنّاءة والمفيدة والشّجاعة في نقلِ الحقائق، والتّأكيد على الصّدقِ والموضوعيّة في نقلِ الأخبار وتجنُّب تحريفها، والاهتمام بمصداقيّة مصدرها، والامتناع عن التّدليس والخداع، والحفاظ على كرامة وخصوصيّة الفرد والمجتمع، وفي الوقت نفسه النّقد السَّليم وأداء الأمانة للمجتمع. وعلى الرّغم من أنَّ بعض المعايير والقِيَم قد تُواجه تفسيراتٍ متعدّدة في مرحلة التّنفيذ، إلَّا أنَّ أساس التّعاليم الإسلاميّة يقوم على شفافيّة المبادئ والأخلاقيّات المهنيّة للأخبار.