نظرية التدين في اختبارات الدين بوصفها تجربة وهوية
الملخص
يواصل موضوع التَّدَيُّن الحضور بشكل وازن في الدِّراسات الأكاديميَّة والمسوحات الإحصائيَّة؛ بهدف مراقبة التحوُّلات في أنماط التَّدَيُّن واتِّجاهاته حول العالم، ولا سيَّما لدى فئات الشباب. فالتَّدَيُّن، أو عدمه، مدخل أساس في تشكيل الهُويَّة الفرديَّة والجمعيَّة، وتاليًا له تداعيات مباشرة على سُلُوك الفرد والجمهور في مختلف مجالات الحياة اليوميَّة. فالتَّدَيُّن بمحمولاته الإيمانيَّة، والقيميَّة، والأيديولوجيَّة، يصير جزءًا من منظورنا إلى العالم، في المقابل، فإنّ تجاربنا اليوميَّة، ونمط الحياة، واستهلاكنا للمنتجات المادِّيَّة والثقافيَّة؛ تعيد تشكيل نمط التَّدَيُّن الخاص بنا. وهذا ما تؤكّده الدّراسات، حيث يتأثر نمط التَّدَيُّن بالعمر، ومستوى التعليم، والدَّخل، ونوع العمل، والانتماء السِّياسيّ، والتفاعل مع التكنولوجيا، والبيئة الاجتماعيَّة.
في زحمة كل هذه ... التحوُّلات، يتموضع كتاب "فلسفة التَّدَيُّن... الطرق إلى الله في عالم مُتحوّل" وقراءته مثل رحلة معرفيَّة، ووجدانيَّة، وإيمانيَّة يظهر الكاتب فيه النَّصّ أكاديميًّا، ومؤمنًا مُتديّنًا، كما أنّه يبدو مُتألّمًا، قلقًا من الوضع التَّدَيُّنيّ العام، لكن ليس مُحْبطًا؛ بل حوّل الألم إلى جُرأةٍ، وحافزيَّةٍ، وطاقة، ورسالة، هذا النَّص المألوم يبدو أنّ كاتبه أراده ترياقًا حيث تعرض في هذه الورقة للأنموذج النَّظريّ لفلسفة التَّدَيُّن كما يراه هو.