النقد الناقص للحداثة في إستراتيجية مدرسة فرانكفورت المعرفية
الملخص
غاية هذه الدِّراسة تبيين مجموعة من الحقائق العلميَّة والمعرفيَّة حول واحدة من أبرز المدارس النَّقديَّة للحداثة خلال ثلاثينيَّات القرن العشرين، عنينا بها "مدرسة فرانكفورت"، الَّتِي نشأت في المدينة الألمانيَّة الَّتِي سُمِّيت باسمها. وتُعدُّ النَّظريَّة النَّقْديَّة الَّتِي أطلقتها هذه المدرسة من أهمِّ المنعطفات وأخطرها الَّتِي شهدتها أزمنة الغرب الثقافيَّة، وطاولت مجمل معارف الحداثة ونظريّاتها في حقول الفلسفة، وعلم الاجتماع، وعلم النَّفس، والفلسفة السِّياسيَّة، ناهيك عن علم الجمال، والنقد الأدبيّ، وسائر الفنون.
غير أنَّ الأمر الَّذي غفل عنه كثير من المُفّكرين والنُّقَّاد في أوروبا، وكذلك في العالمين: العربيّ، والإسلاميّ هو طبيعة النَّقد الَّذي مارسته مدرسة فرانكفورت، حيث إنَّها لم تتجاوز الإطار الَّذي وضعته الحداثة نفسها من مبادئ صارمة، حتى تحوّلت إلى حزام أمان لها. وهذا يعود إلى أنّ العمليَّة النَّقْديَّة الَّتِي اعتمدتها مدرسة فرانكفورت بقيت ضمن حدود الاحتجاج السّلبيّ على قيم الحداثة، والاكتفاء بترميم ما تصدَّع من بناها وقيمها. من أجل ذلك، تسعى هذه الدِّراسة إلى بيان الاختلال المنهجيّ لمدرسة فرانكفورت، ونقد الإستراتيجيَّة المعرفيَّة لأبرز رُوَّادها المابعد حداثيِّين.
