الأسس الأنثروبولوجية للتقدم والتنمية
الملخص
إنّ فئات المجتمع وأفراده هم المُحرّك الأساس لحركة أيّ مجتمعٍ نحو التقدّم والتَّسامي. وعلى الرّغم مِنْ أنّ المجتمع يستطيع أيضًا من خلال المؤسَّسات الاجْتِماعِيَّة تسريع حركة "الفرد"، أو إبطائها، ولكن في نهاية المطاف، يرتبط تأثير المؤسَّسات الاجْتِماعِيَّة وتوجّهاتها أيضًا بحركة الأفراد، ويتحقَّق ذلك عن طريق "إرادة" و"عمل" أفراد المجتمع وشرائحه. وبما أنّ تعريف الإنسان في النّظامين الدلاليّين: الغربيّ، والإسلاميّ يشكّل عاملًا رئيسًا في اختلافهما الجدّي في تعريف التوجُّهات الكلّيَّة، وفي تحديد محتوى التقدّم والتَّنمية، فإنّ هذا المقال، ومن خلال تأكيد الاختلافات الأنثروبولوجيَّة بين الفكر الإسلاميّ، والنَّظَريَّة الديمقراطيَّة اللّيبراليَّة، سيعمل على تبيان علّة اختلاف هاتين المقاربتين فيما يخصُّ هدف التقدُّم ومحتواه. والنَّتيجة الَّتِي تمّ التّوصُّل إليها مفادها أنّ الاختلاف والتَّقَابل الجدّيّ في نوع تعريف الإنسان، هو من أهمّ عوامل الاختلاف، وأكثرها تأثيرًا في رسم نوع التقدُّم في الرُّؤية الإسلاميَّة، وفي رؤية الغرب (اللّيبراليّ – الديمقراطيّ).